السبت، 21 نوفمبر 2009

جدد حياتك (1): هيا بنا نبدأ مقالة رائعة جداً للشيخ أسامة السيد الأزهري

مجموعة مقالات رائعة نشرها الشيخ أسامة اليس الأزهري تباعا في موقع بص وطل

وقد صدرت مجموعة منها في كتاب عن (دار الوابل) الصيب تحت عنوان "صائد اللؤلؤ"






السبت، 3 يناير 2009

هــذى بــلاد ...لـم تـعـد كـبـلادى


هــذى بــلاد ...لـم تـعـد كـبـلادى

قصيدة العام لفاروق جويدة ألقاها الشاعر الكبير أ / فاروق جويدة في برنامج العاشرة مساءاً يوم 1/1/2008
لمشاهدة الإلقاء الرائع للقصيدة من كاتبها أ/ فاروق جويدة في برنامج العاشرة مساءاً مع مني الشاذلي اضغط هنا
ولقد ظلت القصيدة طوال العام هي افضل القصائد من وجهة نظري
ولقد كتبها الشاعر متأثرا بعد ان شاهد جثث الشباب المصرى على شواطئ تركيا وايطاليا واليونان
( هذى بلاد ...لم تعد كبلادى)

كم عشت أسأل: اين وجه بلادى اين النخيل وأين دفء الوادى
لاشيء يبدو في السماء امـامنـا غير الظـــلام وصـورة الجـلاد
هو لا يغيــب عن العيون كـــأنـه قـدر .. كـيـوم البعث والميــلاد
قد عشت اصرخ بينكم وأنـــادى أبنـى قصورا مـن تـلال رمـتـاد
أهفو لأرض لاتساوم فرحتـــى لا تستبيح كرامتى ..وعنــادى
أشتاق اطفالا كحبات الـــنـــدى يتراقصون مع الصباح النادى
أهفو لأيام توارى ســـــحرهـــا صخب الجياد..وفرحة الاعياد
@@@@
اشتـقت يوما أن تعــود بـــلادى غابت وغبنا ..وانتهت ببعادى
فـــى كـــل نجم ضل حلم ضـائع وسحـابة لبـسـت ثــيـاب حـداد
وعلى المدى اسراب طير راحل نسي الغناء فصار سرب جراد
هذى بلاد" تاجرت فى عرضها وتفرقت شيعا بكل مزاد
لم يبق من صخب الجياد سوى الاسى تاريخ هى الارض بعض جياد
فى كل ركن من ربوع بلادى تبدو امامى صورة الجلاد
لمحوه من زمن يضاجع ارضها حملت سفاحا فاستباح الوادى
لم يبق غير صراخ امس راحل ومقابر سئمت من الاجداد
وعصابة سرقت نزيف عيوننا بالقهر والتدليس ..والاحقاد
ماعاد فيها ضوء نجم شارد ماعاد فيها صوت طير شاد
تمضى بنا الاحزان ساخرة بنا وتزورنا دوما بلا ميعاد
شيئ تكسر فى عيونى بعدما ضاق الزمان بثورتى وعنادى
أحببتها حتى الثمالة بينما باعت صباها الغص للأوغاد
لم يبق فيها غير صبح كاذب وصراخ ارض فى لظى استعباد
@@@@

لا تسألونى عن دموع بلادى عن حزنها فى لحظة استشهادى
فى كل شبر من ثراها صرخة كانت تهرول ورائها وتنادى
الافق يصغر...والسماء كئيبة خلف الغيوم أرى جبال سواد
تتلاطم الامواج فوق رؤوسنا والريح تلقى للصخور عتادى
نامت على الافق البعيد ملامح وتجمدت بين الصقيع اياد
ورفعت كفى قد يرانى عابر فرأيت امى فى ثياب حداد
أجسادنا كانت تعانق بعضها كوداع احباب بلا ميعاد
البحر لم يرحم براءة عمرنا تتزاحم الاجساد فى الاجساد
حتى الشهادة رواغتنى لحظة واستيقظت فجرا أضاء فؤادى
هذا قميص فيه وجه بنيتى ودعاء أمى.. "كيس "ملح زادى
ردوا الى أمى القميص فقد رأت مالا أرى من غربتى ومرادى
وطن بخيل باعنى في غفلة حين اشترته عصابة الافساد
شاهدت من خلف الحدود مواكبا للجوع تصرخ فى حمى الاسياد
كانت حشود الموت تمرح حولنا والعمر يبكى و...والحنين ينادى
ما بين عمر فر منى هاربا وحكاية يزهو بها اولادى
عن عاشق هجر البلاد وأهلها ومضى وراء المال والامجاد
كل الحكاية انها ضاقت بنا واستسلمت للص والقواد
فى لحظة سكن الوجود تناثرت حولى مرايا لموت والميلاد
قد كان اخر ما لمحت على المدى والنبض يخبو...صورة الجلاد
قد كان يضحك والعصابة حوله وعلى امتداد النهر يبكى الوادى
وصرخت ..والكلمات تهرب من فمى: هذى البلاد ...لم تعد كبلادى
نشرت في الاهرام عدد 4 يناير 2008 الجمعة
اني أعيد نشر القصيدة اولا لأنها الافضل في موضوعها وربما الافضل عموما لهذا العام الذي لم يكن فيه شئ قابل للمفاضلة إلا الشعر فلقد مر العام من اوله الي أخره دون ان يترك لنا سوي الحسرة والالم، وكم كانت النهاية مفجعة بما يحدث في غزة والسكوت المخزي المهين لعالمنا العربي والاسلامي والذي يجعلك تري الامر وكأنه الخيانة أو هي هي ولله المشتكي وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وكان هذا الشعور هو ما حداني الي إعادة نشر القصيدة
لمشاهدة الإلقاء الرائع للقصيدة من كاتبها أ/ فاروق جويدة في برنامج العاشرة مساءاً مع مني الشاذلي
اضغط هـنـا